ضرب فريق انبي ابلغ الأمثلة في التمسك بالأمل حتي وان كان يمثل مجرد شعرة ولا يكاد يكون محسوسا، بجانب الإصرار وعدم الامتثال لكلمة مستحيل بعد ان قضي علي جميع التوقعات التي قالت ان أبناء ضياء السيد في الطريق لمغادرة الكونفيدرالية.
لعب انبي آخر مباراة في الجولة الأخيرة أمام فريق لا يستهان به وحقق الفوز عليه في الجزائر وهو وفاق سطيف الجزائري، لعب انبي مثلما لم يلعب من قبل او من بعد، حيث كان علي شفا الخروج من البطولة بعد فقدانه للعديد من النقاط في بداية المشوار.
وحقق انبي ما لم يتوقعه احد علي الإطلاق، ولم تكن المفاجأة في الفوز، ولكن في النتيجة الكبيرة التي انتهت إليها المباراة بجانب الأداء المتزن الذي قلما نجده من الفرق المصرية خارج الأرض وهي ثقافة مازالت تعاني منها الكرة المصرية.
ومزج أداء انبي أمام وفاق سطيف بين السرعة متمثلة في لاعبه الايفواري الخطير زيكا جوري، والمهارة وحسن التحرك المتمثلة في احمد رؤوف، بجانب حسن قيادة القدير عادل مصطفي وإجادة الحارس الواعد عامر عامر، وهي أمور يصعب التغلب عليها وتنفيذها خارج الأرض خاصة في الكرة المصرية.
واستطاع وسط ودفاع انبي القبض علي أهم أوراق وفاق سطيف المتمثلة في الدولي خالد لموشية والكاميروني فرانسيس امبان وعبد المليك زياية وأخرهم النجم لزهر حاج عيسي، حتي ان هدف الوفاق الوحيد جاء من ضربة ثابتة وكانت النتيجة وقتها 3-0 لانبي.
وأصبحت تلك المباراة رسالة واضحة وصريحة للمنتخب الوطني المصري الذي يواجه تقريبا نفس الظروف في تصفيات مونديال 2010 الحالية، حيث يتعين عليه الفوز خارج ملعبه في الجولة القادمة علي زامبيا مع اختلاف الظروف والأجواء، ولكن الشيء الوحيد المشترك هو الفوز خارج الأرض.
ولم تكن تلك هي الرسالة الوحيدة التي توجه لمنتخب مصر، بل ان ما فعلته الجزائر في زامبيا خير دليل حيث كانت تلك هي المباراة التي وضعت الجماهير المصرية الأمل عليها لمجرد فوز زامبيا او تعادل المنتخبين وهو ما كان سيصب في مصلحة مصر، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن وفازت الجزائر بهدف نظيف.
إذاً، ما فعله انبي في مباراة وفاق سطيف ليس مجرد نتيجة مباراة، ولكنها أيضا جاءت في ظل ظروف مشحونة وأجواء عصبية بين جمهور البلدين من اجل الترشح لكأس العالم، ناهيك عن الحرب النفسية التي يشنها الجانبين طوال مشوار التصفيات النهائية وهو امر ليس هينا.
واستطاع المدير الفني الوطني لانبي الكابتن ضياء السيد الذي تسلم الفريق وهو يغرق في بحر الهزائم والنتائج المخيبة، ان ينتشل الفريق من كبواته ويقود السفينة لما وصل اليه الفريق الآن وآخرها هذه الأداء الكبير الذي شاهده الجميع في الجزائر.
ولا يمكن إغفال ان نتيجة الطرفين الآخرين في المجموعة والتي انتهت بفوز سانتوس الانجولي علي فيتا كلوب الكونغولي بهدف دون رد، حيث تساوت الفرق الأربعة في عدد النقاط واحتكم الجميع لفارق الأهداف الذي رجح كفة الوفاق وانبي للترشح لنصف النهائي حيث كانت سيؤدي تعادل الفريقين الي خروج انبي حتي وان فاز بدستة أهداف.
وتعد نتيجة لقاء وفاق سطيف وانبي وعدد الأهداف التي سجلها لاعبي الفريق البترولي هي احدي الرسائل التي توجه للكابتن حسن شحاتة من اجل زرع تلك الروح داخل صفوف المنتخب وهي التهديف وعدم الارتكان لمجرد التقدم بهدف او اثنين او حتي ثلاثة.